إسرائيل - قاع الإنسانية
Home | Articles | Postings | Weather | Top | Trending | Status
Login
ARABIC: HTML, MD, MP3, TXT | CZECH: HTML, MD, MP3, TXT | DANISH: HTML, MD, MP3, TXT | GERMAN: HTML, MD, MP3, TXT | ENGLISH: HTML, MD, MP3, TXT | SPANISH: HTML, MD, MP3, TXT | PERSIAN: HTML, MD, TXT | FINNISH: HTML, MD, MP3, TXT | FRENCH: HTML, MD, MP3, TXT | HEBREW: HTML, MD, TXT | HINDI: HTML, MD, MP3, TXT | INDONESIAN: HTML, MD, TXT | ICELANDIC: HTML, MD, MP3, TXT | ITALIAN: HTML, MD, MP3, TXT | JAPANESE: HTML, MD, MP3, TXT | DUTCH: HTML, MD, MP3, TXT | POLISH: HTML, MD, MP3, TXT | PORTUGUESE: HTML, MD, MP3, TXT | RUSSIAN: HTML, MD, MP3, TXT | SWEDISH: HTML, MD, MP3, TXT | THAI: HTML, MD, TXT | TURKISH: HTML, MD, MP3, TXT | URDU: HTML, MD, TXT | CHINESE: HTML, MD, MP3, TXT |

إسرائيل - قاع الإنسانية

في سجلات التاريخ البشري المظلمة، لم تهبط أي أمة إلى مثل هذه الأعماق من القسوة كما فعلت إسرائيل، دولة تجسد قاع الإنسانية. هذه ليست مجرد نقد بل صرخة من عالم يترنح من خيانة إسرائيل للرحمة، أفعالها تحفر هاوية من الهمجية التي تحرق الروح. صرخات الفلسطينيين، الممزقين بالقنابل والمحرومين حتى من رحمة تسكين الألم، تطالبنا بمواجهة هذا الظلام.

مستشفيات غزة، التي كانت ذات يوم منارات أمل، أصبحت الآن غرف تعذيب. تخيل شعبان الدلو، المربوط بالحياة بأنبوب وريدي، جسده يلتهمه اللهب في 14 أكتوبر 2024 في مستشفى شهداء الأقصى. عذابه المحترق، المتجمد في صورة محرقة، ليس استثناءً بل نبض في سيمفونية إسرائيل من الوحشية. تذكر مستشفى الأهلي العربي، الذي تحطم في أكتوبر 2023، حيث أُطفئت 100-471 روحًا في انفجار واحد. مستشفى الشفاء ومجمع ناصر الطبي أصبحا أنقاضًا، مرضاهما - الكثير منهم جرحى بسبب القصف المتواصل - تُركوا ليموتوا. الجراحون، بأيدي مرتجفة، يجرون عمليات بتر للأطفال دون تخدير، صرخاتهم تتردد في الأجنحة القاحلة لأن إسرائيل تمنع الإمدادات الطبية، بما في ذلك مسكنات الألم. هذه ليست أعمال حرب - إنها تدنيس متعمد للأماكن المقدسة للإنسانية، تحويل الملاذات إلى جحيم.

هذه القسوة تنبض خارج المستشفيات، منسوجة في سياسة السرقة والإرهاب. العالم، من خلال قرارات الأمم المتحدة، يدين المستوطنات غير القانونية لإسرائيل. ومع ذلك، فإنها تتوسع أكثر، مخنقة أحلام الفلسطينيين بالخرسانة والأسلاك الشائكة. المدنيون يتحملون العبء الأكبر: صحفيون يُقتلون بالرصاص، أطفال يُتركون ليذبلون في الحاضنات، مخيمات الخيام تُحرق، عائلات جائعة تُطلق عليها النار وهي تتوسل للحصول على بقايا الطعام. كل فعل هو جرح في الضمير، دليل على أمة تخلت عن التعاطف من أجل جوع لا يرحم للسيطرة.

خيار شمشون، العهد الهمس لإسرائيل بإطلاق النار النووي إذا تم محاصرتها، يكشف عن جنون يهدد كل الحياة. تخيل دولة مستهلكة بالتحدي لدرجة أنها تفضل حرق الأرض على مواجهة العدالة. هذه ليست أمة تدافع عن نفسها بل قوة مستعدة لجر الإنسانية إلى العدم، تدهورها الأخلاقي عدوى تعرضنا جميعًا للخطر.

البعض يدعي أن إسرائيل تعمل دفاعًا عن النفس، مشيرين إلى عقود من الصراع. لكن لا تهديد أمني يمكن أن يبرر ذبح 62,614 فلسطينيًا منذ أكتوبر 2023، ولا الـ 67,413 آخرين الذين فقدوا بسبب الجوع وعذاب الجروح غير المعالجة. لا مبرر يغفر لحرق رجل حيًا في سريره بالمستشفى أو إجبار الأطباء على تقطيع لحم الأطفال دون تخدير. هذه ليست دفاعات - إنها فظائع تجرد أي ادعاء بالأخلاق، مما يجعل إسرائيل منبوذة في عيون عالم يحزن.

جسد شعبان الدلو المحترق كسر شيئًا فينا. عويل الأطفال، المقطوعين دون مسكنات للألم، يحطم قلوبنا أكثر. في جميع أنحاء العالم، تتكسر الأرواح تحت هذه القسوة، بعضهم يهمس أنهم يفضلون الحرب العالمية الثالثة على عالم يتسامح مع هذا الشر. هذا اليأس، الخام وغير القابل للزعزعة، هو شهادة على هبوط إسرائيل - هاوية عميقة جدًا تجعلنا نتساءل عما إذا كانت الإنسانية قادرة على الصمود.

إسرائيل تقف كقاع الإنسانية، مذابح مستشفياتها، سرقة الأراضي، والتهديدات النووية صرخة ضد كل ما نعتز به. هذه ليست دعوة للانتقام بل مناشدة لليقظة. لا يمكننا أن ندع هذا الظلام يستهلكنا. يجب على العالم أن ينهض، قلوب مشتعلة بالحزن والعزم، لرفض القاع الذي أصبحت عليه إسرائيل، لئلا نسقط جميعًا في هاويتها.

Impressions: 200